الأربعاء، 18 فبراير 2009

حوار منشور على موقع شرقاوي أون لاين - موقع طلاب جامعة الزقازيق


http://www.sharkawyonline.com/Articalshow.asp?NewsID=2706&Categories_ID=8

حوار بلا اسوار ...أستاذ الأنف والأذن في حوار مباشر لكل طلاب الجامعة

شرقاوى أون لاين - 15/02/2009 م

"العز في طاعة الله " ..كلمه تصدرت مكتب الاستاذ الدكتور أحمد جابر في عيادته الشهيرة وسط الزقازيق .. في البداية رحب الرجل بنا كثيرا وأذن لنا في الجلوس وبدأنا معه هذا الحوار ..

أولا د أحمد نريد ان نتعرف على بطاقتك الشخصية ..

الإسم أحمد جابر الحاج من مواليد القاهرة خريج كلية الطب جامعة الزقازيق 1986وأعمل الآن أستاذا بقسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة الزقازيق .

بداية كطلاب لدينا رغبة شديدة أن نعرف كيف يستقبل د احمد كل عام وفصل دراسي جديد ..

بالنسبة لي يختلف كل فصل دراسي جديد باختلاف الهدف المرصود تحقيقه، فمثلا هناك سنوات دراسية يكون محور الاهتمام فيها هو الحفاظ على التقدير وسنوات اخرى يكون الهدف انجاز أحد الشهادات العلمية وسنوات اخرى يكون الهدف هو الاهتمام بأساليب الشرح والأمتحان وانعكاساتها على طريقة أداء الطلاب وتطوير القسم وغيرها ، فكل فصل دراسي يحمل أهدافا جديدة يجب تحقيقها وانجازها واستقبالي لكل فصل جديد هو استقبالي لهدف جديد أسعى لانجازه .

اكبر شهادة سعدت كثيرا بالحصول عليها ولماذا ؟

بالطبع كانت أكبر شهادة هي شهادة الأستاذية حيث كانت من الأهداف الكبرى التي حمدت الله كثيرا للحصول عليها إذ سرت طريقا طويلا من الأبحاث والشهادات حتى أصل اليها وبفضل الله استطعت الحصول عليها وجعلتني أتجه الى الاهتمام والإنشغال بالقضايا الطلابية والمجتمعية .

لو رجعنا للوراء يوم ان كنت طالبا جامعيا ما الهدف الذي كنت تسعى وراء تحقيقه ؟

الهدف كان ان أكون إنسانا ناجحا في المجتمع وأن أسخر علمي لخدمة مجتمعي فالقضية ليست قضية شهادات ودرجات ولكن هناك سؤال يجب أن نجيب عنه جميعا : لماذا نتعلم والعلم الذي نتعلمه كيف ننتفع منه وننفع به ؟

وقد كان لأبي الدكتور جابر الحاج رحمه الله الفضل الأكبر بعد الله عز وجل في توجيهي نحو هذا الأمر .

إذن كان من أهدافك وأنت طالب أن تكون معيدا ؟

بالطبع كان هدفا مرحليا وليس هو غاية الأمر فمن المستحيل أن يصبح كل الطلاب معيدين او اساتذة بالجامعة ولكن لابد أن يعي الجميع في أي مكان كان أنه لابد أن ينفع أولا أمته ومجتمعه بهذا العلم وأن عليه دور في أي منصب أو عمل يشغله .

فلم يكن الهدف فقط أن أكون معيدا ولكن الهدف الاكبر كيف أنفع بهذا العلم أمتي ومن حولي وكيف أغير فيه وأسخر هذا العلم في نفع الناس

ما رأي سيادتكم في الإحباط الذي يسببه التقدير السيء لمسيرة التفوق وكيف يمكن التغلب عليه ؟

أعلم جيدا أن هناك بعض الطلاب يحصلون على تقدير سيء في السنوات الدراسية الأولى فيصابون بالإحباط ولا يرون فائدة من تفوقهم أو الحصول على تقدير أعلى ويعتقدون انهم قد استبعدوا ونحوا من السباق وهذا فهم خاطئ وثقافة يجب ان تتغير فالغاية من العلم ليست المحافظة على تقدير معين وان كان هذا مطلوب ولكن الغاية هو نفع الناس والمجتمع والامة .

فمن يحصل على تقدير سيء في بداية مشواره يجب ألا ييأس لأن عليه دور هو نفع الامة ويجب أن يتعلم جيدا كيف ينفع أمته

الأمة في امس الحاجة إلى طالب ايجابي نافع لا طالب كل همه النجاح والتقدير وفقط ولعلنا نلمح ذلك واضحا جليا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " اذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها "

ما علاقة هذا الحديث بالقضاء على الإحباط الذي يسببه ذاك التعثر الدراسي ؟؟

هذا الحديث عبقري حيث أنه جعل غاية الامر في الايجابية ونفع الناس والمساهمة في البناء والتعمير حتى لو كان هذا الفعل وهو زرع الفسيلة غير منتج لاثاره حيث ستقوم الساعة ولن ينتفع احد بالثمار ،

فلو قال الحديث مثلا " اذا قامت الساعة وفي يد احدكم كوب من الماء فليسقها لعطشان مثلا فهذا الفعل له أثره الموجود ولكنه أتى بمثال أثره متقدم وكأنه يريد أن يقول أن الغاية من غرس الفسيلة ليس جني الثمار وإنما تعمير الكون فلو وعي الطالب هذا الحديث لعلم ان الغاية هي النفع والبناء والتعمير أكثر من وجوده في مكان أو منصب معين ولو طبقنا هذا الحديث لكم ان تتخيلوا الى اي حد سوف تتغير حياتنا .

من وجهة نظرك كيف ترى فرصة تغيير المجتمع الطلابي للافضل ؟؟

المجتمع الطلابي هو بداية التغيير وتوجيه المجتمع ككل ، فيجب ان يعلم الطالب جيدا هذه المسؤلية خاصة وأن الطبيعة الفطرية للطالب في هذه المرحلة العمرية هي السعي للاصلاح والتغيير فهو أكثر من يملك هذه المقومات

ولكن يجب ان نوفر بيئة صحية حتى يخرج إنسانا إيجابيا يبتعد فيها الشاب عن السطحية وأحادية التلقي والإحساس بالمسؤلية وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة

يجب أيضا ان يكون لديه رغبة في الانفتاح العقلي والثقافي وانفتاح في الرؤى والحوار والمشاركة

ترى ما هي السمات التي يجب أن يتحلى بها الطالب الجامعي حتى يكون نافعا لنفسه خادما لوطنه وأمته ؟

اولا : أن يكون ملتزما بالقيم الاساسية .

ثانيا : أن يكون متميزا ومتفوقا في دراسته .

ثالثا : لابد أن يقدم الصالح العام على الصالح الخاص.

رابعا : لابد أن يتعلم كيف يعمل في فريق .

خامسا : لابد أن يكون عنده احساس بالمسؤلية .

كذلك يجب أن يكون للطاب هدف يسعى لتحقيقه ويجب أن يختار المكان الأنسب لتحقيق الهدف

فمن اكبر المشاكل التي تكون عائقا أمام الطلاب هو التحاقهم بكليات لا يرغبوا فيها لذلك أدعو كل طالب التحق بكلية لا يرغب فيها ان ياخذ قرار الآن بتركها وأن يتجه إلى الكلية التي يستطيع أن يبدع فيها .

الأشياء التي لفتت انتباهك أو اثارت اعجابك في هذا الجيل ؟

لدى هذا الجيل من الأدوات التي يستطيع ان يتفوق بها على غيره من الأجيال السابقة فيتوفر له أساليب علمية حديثة وساهمت ثورة الاتصالات الهائلة في الانفتاح العقلي له وفتحت له الباب لاستخدام الأساليب العلمية المتقدمة

فعلى مستواي الشخصي انبهرت كثيرا بالمواهب الكبيرة الموجودة في طلاب الجامعة واصرارهم على كسر كل الحواجز والتمسك بالحرية وأكبر دليل على ذلك شباب الإنترنت والمدونات وكذلك عند هذا الجيل اصرار على تغيير الوقع والمطالبة بحقوقهم .

الطالب الغزاوي كيف ساهم في تحقيق النصر لأمته ؟

الطالب الغزاوي استطاع أن يتحلى بالسمات الخمس التي سبق حديثنا عنها فالإيجابية وفهم الواقع وتقديم الصالح العام كلام موجود في الكتب ولكن الطالب الغزاوي استطاع أن يطبق هذا الكلام عمليا وأن يحقق المعادلة الصعبة وأن يقدم نموذجا فريدا لكل طلاب العالم فبالاضافة إلى ادراكه وفهمه للتحديات الموجودة وطبيعة الدور الذي يجب أن يقوم به

وكيف نخرج كطلبة مصريين مستفيدين من هذه التجربة جالبين النصر والرفعة لامتنا ؟

يجب على الطالب المصري حتى يجلب النصر لأمته أن يفهم الواقع فهما جيدا والمطلوب منه تحديدا وهو ما طبقه الطالب الغزاوي وأعطانا مثلا ونموذجا ناجحا يمكن الاستفادة منه على الرغم من أن الواقع في غزة أصعب وهذا يعطي لنا أملا أكبر بأننا قادرون على تحقيق النصر

يجب ان يكون الطالب المصري على وعي بواقع المنطقة وطبيعة التحديات وكيفية إدارة الصراع .

ومن اهم الأدوار التي يجب أن يحافظ علها الطالب المصري هو التفوق الدراسي فالطالب المتفوق دراسيا ساهم ايضا في النصر وهو لا يقل أبدا عن المجاهد في غزة .

السؤال الاخير لو أنك اجبرت على الحياة في جزيرة منعزلة ولم يسمح لك إلا بأخذ 3 كتب فقط ماهي ؟؟

فكر الدكتور كثيرا في هذا الكلام ولزمه صمت طويل وتفكر وكأنه يراجع كل الكتب التي طالعا ثم وجه السؤال لنا : هل سأعود مرة أخرى أم سأظل في الجزيرة إلى الأبد قلنا له الى الابد فضحك ثم قال سآخد اولا المصحف وكتابا في العلاقات الانسانية وآخر في التنمية البشرية .

في النهاية ماهي الرسالة التي يمكن ان توجهها الى طالب الجامعة

أريد أن اقول له ان عليه دور في نهضة هذه الامة ويجب عليه ان يدرك ويعي التحديات المحيطة به وأن يكون على فهم بالواقع وانا مستبشر كثيرا بهذا الجيل وبإذن الله يفتح الله عليه ويكتب على يديه النصر .

كلمة اخيرة

قد رشحوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل