الاثنين، 21 أبريل 2008

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

يقول الله تعالى: ﴿.. إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ ﴾[ الرعد:11]

إن لله تعالى سنناً لاتتغير وقوانين لا تتبدل: سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً. وهذه سنة وقاعدة اجتماعية سنها الله تعالى ليسيرعليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان: إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم:
قال المفسرون : إن الله لا يسلب قوماً نعمه حتى يغيروا ما بأنفسهم فيعملوا بمعصيته. ودون شك فإنه إذا كان التحول السلبي يتم وفق قاعدة تغيير ما بالنفوس فإن التغيير الإيجابي يكون كذلك من باب أولى.

ومن هنا أطلق المفكر الجزائري الشهير ( مالك بن نبي ) مقولته : أن التاريخ يخضع لقانون النفوس.

إن الأمة لن تتغير إلا إذا تغير أفرادها، إلا إذا غيرت أنا وأنت وهو وهي ، إذا غيرنا أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله وقلنا لربنا سمعاً وطاعة واتبعنا هدي نبينا عليه الصلاة والسلام: وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا. عندها نصبح أفراداً وأمة أهلاً لموعود الله بإن يغير الله ذلنا إلى عزة وضعفنا إلى قوة وهواننا إلى تمكين.

ومنهج التغيير يكون كما فعل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فغير الأمة من أمة ترعى الغنم إلى أمة تقود الأمم.
{ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس } سورة البقرة من الآية 143

الوسطية التي عرفها الدكتور عصام البشير بأن:
نقدم تصوراً إسلامياً مرتبطاً بالزمان والمكان والإنسان،
موصولاً بالواقع،
مشروحاًَ بلغة العصر،
منفتحاً على الاجتهاد والتجديد في محله ومن أهله،
جامعاً بين النقل الصحيح والعقل الصريح،
منفتحاً على الحضارات بلا ذوبان مراعياً للخصوصية بلا انغلاق،
محافظاً في الأهداف، متطوراً في الوسائل،
ثابتاً في الكليات، مرناً في الجزئيات،
يستلهم الماضي، يعايش الحاضر، يستشرف المستقبل،
يرحب بكل قديمٍ نافعٍ، وينتفع بكل جديد صالح،
ويلتمس الحكمة من أي وعاء خرجت
.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يردنا جميعاً إلى دينه مرداً حسناً وأن يلهمنا رشدنا ويفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يمكن لأمة الإسلام ويعيد لها عزتها ومكانتها وأن ينصرها على أعدائها إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هناك 3 تعليقات:

محمد صقر يقول...

بارك الله فيكم
وجعلكم الله سبباومرشدا للاصلاح دائما
والله موضوع رائع
اتمنى لك يا استاذى التقدم دائما

غير معرف يقول...

استاذى العزيز
اكيد انت لا تعرفنى ولكنى اعرفك جيدا
لسوء حظى انا لم التق بك فى اى سكشن
ولكنى اعرفك من سيرتك الطيبه من داخل الكليه او من خارجها
انا سمعت عنك ما يكفى لتكوين صوره كامله عن شخصك الكريم ومن خلال مقالاتك اكتشفت ابداعك
اخيرا عزاء واجب فى والد سيادتكم وانا لله وانا اليه راجعون
محمد على عمار
الفرقه الرابعه

مصعب رجب يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذنا الكريم

منهجية التغيير لا تعتمد فقط على الوسطية

ولكن أيضا تعتمد على توحيد الفهم والاتفاق على مصادر التلقي

وإلا فإن التكفير والهجرة يرون أنهم الوسطيون
والإخوان يرون أنهم الوسطيون
وأيضا من في الحزب الوطني يرون أنهم الوسطيون .

جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته