الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

دموع رئيس الوزراء !!




"عسى ربكم أن يهلك عدوكم"
آية أبكت إسماعيل هنية..
غزة- بنبرات شجية خاشعة صدح صوت الإمام معلنا بدء صلاة التراويح.. وفي الركعة الثامنة ما أن تلا قوله تعالى: { قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف : 128 - 129] حتى سقطت دموعه وانسكبت تباعا.

العبرات المنهمرة أمام آيات تحكي عن الوعد الرباني للصابرين لم يكن صاحبها سوى رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور "إسماعيل هنية"، الذي بكى تضرعا لله أن يفرج كرب غزة ويزيل حصارها الذي يخنقها منذ أكثر من عام.

ورغم آلام الحصار ومرارة المعيشة ترتسم أمارات الفخر والإعجاب على وجوه الكثيرين وهم يقفون خلف أول رئيس وزراء في العصر الحديث يؤم المصلين، بحسب قولهم.

وبعد أن تنفض الصلاة يتداول الغزاويون أسئلة من قبيل: "من منكم رأى دموع زعيم عربي أو رئيس أو ملك؟ هل صلى أحدهم إماما بشعبه؟"

ويتتبعون علامات الاستفهام، ويبحثون عن الإجابة، وقلوبهم تبتسم لرجل أعاد لهم تاريخ الأزمنة الجميلة.

*****
عندما قرأت هذا الخبر عن دموع إسماعيل هنية تذكرت قصيدة شعرية عن دموعه أيضا!!
هذه القصيدة التي هي من كتابة الشهيد الدكتور عبد العزيز
الرنتيسي رحمه الله،،

كتبها في عام 2003

للشيخ المجاهد إسماعيل هنية والدكتور محمود الزهار عقب استشهاد نجله خالد ...

والقصيدة عبارة عن رسالة على لسان الشهيد..

وعندما تقرأ القصيدة تلاحظ وكانها كتبت اليوم .. ولا تدري أهي بلسان خالد الزهار أم بلسان صاحب القصيدة (الدكتور الرنتيسي)..

رحم الله الجميع وتقبلهم فى الشهداء والصالحين


عزيز دمع إخواني عليَّ *** فكفكف من دموعك يا هنية
ولا تحزن فإن الحزن ولى *** وأدبر في متاهات قصية
أنا في الخلد أسرح في رباها *** وأمرح بين أفنان ندية
ترى الولدان من حولي سعاة *** وكم زفت إلى قصري صبية
وأنهارا من العسل المصفى *** وفاكهة وأصنافا شهية
وكأسا من معين كم شرينا *** ومن خمر معتقة نقية
وكم أهدى لنا الرحمن فيها *** نعيما والرضى أغلى هدية
فسر يا صاحبي فالركب يمضي *** إلى فوز وجنات علية
لباس الخالدين بها حرير *** وأثواب النعيم السندسية
تقدم يا أخيَّ ولا تبالي *** تقدم فالجهاد هو القضية
فإني قد وجدت الموت شهدا *** وفي الرحمن ما أحلى المنية
تقدم يا سميَّ وكن عجولا *** فكم لاقى السميُّ بها سمية
نسيت - وربنا- سهر الليالي *** ومر العيش والدنيا الدنية
وأياما حوادثها جسام *** وساعات ثوانيها عصية
هنا نلقى النعيم جوار ربي *** ونلقى أحمد الهادي نبيه
يعانقني الأحبة من حماس *** وحولي كل ذي نفس أبية
ومن لله قد سارت خطاه *** وثارت فيه للدين الحمية
ومن أهدى له الرحمن قلبا *** ونفسا كالسنا العالي زكية
هنا يا صاحبي أسمى نعيم *** ترى نفس الجزوع به رضية
ترى الدنيا وزخرفها حطاما *** وبؤسا لا تطيب به سجية
فكم عاش الملوك بها حياة *** برغم هنائهم كانت شقية
فكن كالراكب الماضي لعرس ** له الدنيا وصهوتها مطية
تأبط حبل ربك والتزمه *** فإن الله لا ينسى وليه
وقد تأتي السعادة من شقاء *** وقد تأتيك بالخير البلية
بودي أن أعود وأن تراني *** أزلزل في الكتيبة والسرية
فتجري من لدنا ريح حرب*** بأمر الله عاتية قوية
بعزم كتائب القسام نمضي *** ندك الغاصبين بلا روية
ونبني عزة الإسلام مجدا *** ولا نبقي لمن كفروا بقية
ألا بلغ سلامي كل زند *** لنصر الله هز البندقية
وشيخَ الثائرين وكل كف *** تعالت من سواعدنا الفتية
وللرنتيس شوق من محب *** وللزهار من قلبي التحية
لدمعك يا أخي في القلب وقع*** يثير لواعج النفس الشجية
فلا تحزن وقل للناس إني *** بقرب محمد خير البرية
وداعا يا أخي وإلى لقاء *** بجنات العلا الخضر البهية
فكفكف دمعك الجاري وعدني *** بأن ترعى بهمتك الوصية
فما في الأرض بعد الدين شيء *** بأغلى من دموعك يا هنية



هناك 8 تعليقات:

Unknown يقول...

رجل في زمن قلت فيه الرجال

فليعد للدين مجده يقول...

جزاك الله خيرا أخي أحمد علي هذا الخبر الرائع المؤثر

ولا أقول الا ما قاله تعالي:

(إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)

FreeKiller يقول...

شكرا عالقصيدة يا د. احمد

ربنا يرزقنا النصر يا رب

كل سنة و حضرتك طيب

Dr.Mohammed Gohary يقول...

بجد ربنا يرحمنا

قصيدة رائعة
كل سنة وحضرتك طيب يا أستاذنا

نتقابل إن شاء الله
في ملتقي مدوني الشرقية

زي ما قامت الأخت نهال( فري كيلر) ووضحت

ومتشكرين علي تعب حضرتك معانا في محاولة حجز قاعات في جامعة الزقازيق

وختاما
كل سنة وحضرتك طيب

محمد بدر يقول...

هؤلاء رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه
رجال علمو ان عزتهم في الاسلام وليس في غيره فعملو من اجله واستشهدوا في سبيل نصرته
رجال عاشو طعم التضحية وعاشوا طعم الصبر والكفاح
اسأل الله ان يسدد بالخير خطاهم وان ينصرهم علي اعدائهم
وانا احييك استاذي علي هذا الطرح الجميل وادعوك لزيارة مدونتي

غير معرف يقول...

استاذى العزيز د /احمد
كل عام وحضرتك والاسرة الكريمة بالف صحة وسلام،الا ان نصر الله قريب وانما النصر صبر ساعة ، لعل هذا الخبر والقصيدة يذكرانى بحال الصحابة الذين عاشوا بعد النبى وهم يخشون ان يكونوا بدلوا واخوانهم الشهداء قد سبقوهم ويخافون ان لا يلحقوا بهم فادعوا الله ان يلحق ا اسماعيل هنية ود الزهار واخوانهم بالشيخ احمد ياسين والرنتيسى فى الجنة ان شاء الله ويتقبلنا معهم فى الصالحين

أنفاس الصباح يقول...

جزاك الله خيرا فقد أحى هذا الموضوع فى نفسى الأمل


لن تموت أمة فيها هؤلاء

اللهم ثبتهم وأقرأعينهم بإحدى الحسنيين
واجمعنا بهم فى دار الخالدين

بذرة امل يقول...

ياريته كان رئيس وزرائنا

ما شاء الله القصيدة حلوة اوى انا اول مرة اقرأها
جزاكم الله خيرا كثيرا